أنور إبراهيم (القاهرة)
تصدر الهولندي الأسطورة رينوس ميخلز، مدرب أياكس أمستردام، في أبهى عصوره، والذي قاد أيضاً منتخب هولندا في مونديال ألمانيا 1974، قائمة أفضل 50 مدرباً في تاريخ كرة القدم، والتي نشرتها مجلة «فرانس فوتبول» في عددها أمس، وجاء في المركز الثاني الإسكتلندي السير أليكس فيرجسون المدير الفني الأسبق لفريق مانشستر يونايتد الإنجليزي، بينما احتل الإيطالي أريجو ساكي الذي قاد منتخب إيطاليا خلال الفترة من 1991 إلى 1996 المركز الثالث. وكان الأقرب إلى هؤلاء الثلاثة الذين اعتلوا منصة التتويج، الهولندي يوهان كرويف، والإسباني بيب جوارديولا على الترتيب.
وبدأت المجلة الفرنسية تقريرها بالإجابة عن 3 أسئلة، أولها: من هو المدرب العظيم؟ وثانيها كيف يمكن المقارنة بين مديرين فنيين كبيرين خلال حقبة زمنية كبيرة قد تمتد إلى نصف قرن؟ وما هي عناصر تحديد الأفضل في كل العصور؟. ووضعت المجلة 3 معايير تبرر اختياراتها، وهي إنجازات المدرب، والأثر الإيجابي الذي أحدثه في لعبة كرة القدم، وما أضافه للعبة من خطط وتكتيكات جديدة، فضلاً عن شخصيته، ثم أضافت معياراً رابعاً يتمثل في مدى تأثيره طوال فترة عمله، ومدى تأثر المدربين الآخرين بأسلوبه، وهذا ما جعل المجلة تستقر على اختيار الهولندي رينوس ميخلز للقب الأفضل في تاريخ التدريب الكروي، بعدما أحدث ثورة في كرة ستينيات القرن الماضي باختراع نظرية الكرة الشاملة، ومفادها بأن أي لاعب في الملعب «باستثناء حارس المرمى»، يمكنه شغل مركز أي لاعب آخر من الفريق نفسه، في توافق وانسجام ومن دون أي إخلال بالتزامات كل منهم.
وبدأ ميخلز هذه النظرية مع أياكس خلال الفترة من 1969 إلى 1973، ولعب بها أيضاً مع منتخب هولندا في مونديال ألمانيا 1974، وطبقها مع برشلونة خلال الفترة من 1976 إلى 1978. ولم يتوقف أثره عند هذا الحد، بل ظل تأثيره ممتداً وواضحاً في جمال لعبة كرة القدم بعد انتهاء عصره، إذ فتح الطريق أمام مواطنه يوهان كرويف للتألق في عالم التدريب في تسعينيات القرن الماضي مع أياكس ثم مع برشلونة، ثم كان تأثيره أيضاً على الإسباني بيب جوارديولا في عصرنا الحالي، منذ أن تولى تدريب فريق برشلونة، مروراً ببايرن ميونيخ، وانتهاءً بمانشستر سيتي. وفضلاً عن ذلك، استطاع ميخلز أن يغير تاريخ ناديين كبيرين هما أياكس وبرشلونة، وأحرز معهما الكثير من البطولات، كما منح منتخب هولندا بطولتهم الوحيدة «كأس الأمم الأوروبية عام 1988»، وجسد بشخصيته القوية واتساع أفقه وذكائه الفطري، وموهبته في القيادة والسيطرة، صورة ما ينبغي أن يكون عليه القائد الحقيقي.
وعن فيرجسون وساكي اللذين احتلا المركزين الثاني والثالث، قالت المجلة إنهما مختلفان عن بعضهما بعضاً، ولكل منهما طريقته المتميزة في القيادة وتغيير طرق اللعب.. الأول يتميز بالفهم الدقيق لمعنى إدارة أمور فريق كرة قدم كما ينبغي، والثاني تميز بأسلوبه التكتيكي الفريد. وأضافت فرانس فوتبول: «فيرجسون استطاع أن يقلب حياة نادي مانشستر يونايتد رأساً على عقب، على امتداد أكثر من 25 سنة، حقق خلالها الكثير من البطولات، بينما نجح ساكي في تغيير عقلية بلد بأكمله فيما يتعلق بطرق اللعب، وأصبح نموذجاً يحتذى في بلده وخارجها، لأنه مبتكر طريقة 4/4/2، بعد أن كان العالم كله يلعب بطريقة 3/5/2 وصاحب نظرية «الضغط العالي المتقدم»، ومارس ذلك خلال تدريبه لفريق إيه سي ميلان ومن بعده منتخب إيطاليا خلال الفترة من 1991 إلى 1996.
وشملت القائمة أيضاً عدداً من الأسماء المعروفة في عالم تدريب الأندية في الفترة الحالية، البرتغالي جوزيه مورينيو، والفرنسيين زين الدين زيدان وأرسين فينجر، وماسيمليانو أليجري، والإسباني رافائيل بينيتيز، والأرجنتيني ماوريسيو بوكتينو، والإيطالي كلاوديو رانييري، وغيرهم.